المبادرة هدفها توفير نظام إنذار يحمي سكان الكوكب من هذه الكوارث بحلول عام 2027، خاصة بعد الكوارث التي ضربت العديد من البلدان بالفيضانات والجفاف والأعاصير بشكل مكرر وبشدة نادرة خلال السنوات الخمسة الأخيرة.

سبق أن قال مدير خدمات المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة يوهان ستاندر إن هذه المبادرة تعتمد على أنه يمكن إنقاذ حياة أي شخص يتعرض للخطر نتيجة الكوارث البيئية.

مبادرة طموحة

الخبير البيئي أيمن قدوري يصف لموقع “سكاي نيوز عربية” المبادرة الدولية بـ”الطموحة”، وموضحا أهميتها يتابع:

  • فكرة إنشاء أنظمة الإنذار المبكر ظهرت عام 2015 في قمة باريس للمناخ، وشملتها توصيات المؤتمر، ودعت اتفاقية باريس الدول الأطراف والأعضاء في الأمم المتحدة، وهي نحو 193 دولة، للتصديق عليها.
  • لكن مع الأسف شاب قمة باريس عزوف دول صناعية كبرى عن توقيع الاتفاق الذي كان يمكن أن ينتقل بقضية تغير المناخ نحو سيناريوهات أفضل مما شهده العالم خلال السنوات الخمسة الأخيرة.
  • ثم في قمة غلاسكو 2021 وقمة شرم الشيخ 2022، أعادت الأمم المتحدة الدعوة لإقرار خطة الإنذار المبكر، وكانت الاستجابة هذه المرة أكبر؛ ما دفع الأمم المتحدة لتكليف منظمة بمتابعة العمل على إنشاء نظام إنذار مبكر وتعميم التجربة على كل بقاع الكوكب.
  • أفضل ما يوفره هذا النظام هو اقتراح إجراءات فورية لإجلاء السكان نحو مناطق آمنة قبل وقوع الكارثة بـ24 ساعة كحد أدنى؛ ما يعني إنقاذ الأرواح وتقليل الخسائر إلى ما نسبته 30-40 بالمئة، وبالتالي يمنع حدوث الأزمات الاقتصادية المرافقة للكوارث البيئية.

عقبات أمام الانتشار

إلا أنه رغم حيوية وضرورة المبادرة، لكنها تصطدم بعقبات، سواء تتعلق بإمكانياته أو بإمكانيات الكثير من الدول، ومنها حسب قدوري:

  • يبقى نظام الإنذار المبكر ضمن نطاق تنبؤي محدود، وسيقتصر على الكوارث الناجمة عن اضطرابات الطقس (درجة الحرارة، العواصف، وظواهر الجفاف) والاضطرابات الهيدرولوجية المسببة للفيضانات وتباعته.
  • ثلث سكان العالم تقريبا، خاصةً أقل البلدان نموا، يصعب حصولهم على تغطية نُظم الإنذار المبكر بسبب افتقارهم لتغطية الشبكة العنكبوتية، وعدم وجود أقمار صناعية تؤمن ربط هذه الدول ضمن المنظومة؛ حيث تعتمد على إرسال الرسائل عبر وسائل التواصل الاجتماعي والبريد الإلكتروني والإذاعات المسموعة والمرئية للسكان.
  • الوضع أسوأ في إفريقيا التي يفتقر فيها 60 بالمئة من السكان لتلك التغطية، بعدد وصل إلى 26 دولة.
  • كذلك بدائية بعض أنظمة الأنواء الجوية في بعض البلدان، وعدم رقمنة هذه الأنظمة؛ فأساس نظام الإنذار المبكر هو بيانات الأنواء الجوية والتنبؤات المستقبلية والأرشفة الرقمية لما يزيد على 50 سنة سابقة.

لكل ما سبق، يدعو الخبير البيئي منظمة الأرصاد الجوية إلى تسهيل معالجة تحديات إنشاء نظام الإنذار المبكر خلال الخمس سنوات المقبلة، وهي السقف الزمني الذي حددته الأمم المتحدة.

مؤشرات مشجّعة

يأمل الخبير البيئي أن تأخذ المبادرة دفعة جديدة في قمة المناخ “COP28″، المقررة في دولة الإمارات نوفمبر المقبل، والتي سيتم فيها تقييم العمل على ملف نظام الإنذار المبكر.

ينبه قدوري لوجود تجارب ناجحة ومشجّعة في استخدام هذا النظام، منها بنغلاديش التي أصبحت رائدة في هذا المجال، ونجحت في تخفيض وفيات الفيضانات التي تضربها من 500 ألف شخص عام 1970 في أحداث إعصار بولا، إلى أقل من 100 شخص عام 2020 في إعصار أمفان.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © الإمارات اليوم. جميع حقوق النشر محفوظة.
Exit mobile version