ربما مر عليك سابقًا أحد الإعلانات لموقع ويب أو تطبيق يدعي قدرته على اكتشاف من زار حساب “فيسبوك” الخاص بك وتوضيح أسمائهم وروابط حساباتهم الخاصة، وهو أمر يبحث عنه الكثير من مستخدمي المنصة، إذ يرغب الجميع في معرفة من يتابعهم بشكل سري ويزور حساباتهم باستمرار.
ولكن هل تعمل هذه التطبيقات حقًا؟ وهل يمكن اكتشاف من زار حساب “فيسبوك” أو “إنستغرام” الخاص بك ومعرفة من يتابعك في صمت؟ أم أنها تطبيقات احتيالية تحاول سرقة بيانات حساب “فيسبوك” الخاص بك من أجل سرقة بقية بيانات؟
تطبيقات خارجية للكشف عن بيانات “فيسبوك” السرية
عبر صفحة الدعم الفني الخاصة بها، توضح منصة “فيسبوك” بما لا يدع مجالًا للشك أن جميع التطبيقات التي تدعي قدرتها على كشف من قام بزيارة حسابك الشخصي والوصول إليه هي تطبيقات خبيثة واحتيالية، وتنصح بالتبليغ عنها لوقفها بشكل كامل.
لذا، فإن أي تطبيق يدعي قدرته على الوصول إلى مثل هذه البيانات هو مجرد أداة لزرع الفيروسات والبرمجيات الخبيثة في حاسوبك والوصول إلى بيانات حسابك السرية، وعبر هذه البيانات يمكن لصاحب التطبيق الوصول إلى بيانات البطاقات البنكية الخاصة بك، فضلًا عن الرسائل والصور الشخصية مع المستخدمين الآخرين.
ولا يتوقف ضرر هذه التطبيقات على حسابك الشخصي فقط، بل إنها تعمل في العادة على التواصل مع كل الأصدقاء في القائمة الخاصة بك، وتقوم بنشر الرسائل الخبيثة والروابط إليهم طمعًا في سرقة حساباتهم أيضًا، وتستمر هذه البرمجيات الخبيثة في الانتشار مثل النار في الهشيم لتصل إلى آلاف المستخدمين حول العالم.
توجد بعض النصائح التي تقدمها إدارة “فيسبوك” عبر صفحة الدعم الفني الخاصة بها للتخلص من هذه التطبيقات حال الإصابة بها، وهي تتضمن تغيير كلمة المرور إلى كلمة أكثر أمنًا وتفعيل التوثيق ثنائي الخطوات من أجل زيادة تأمين الحساب.
ورغم أن الكشف عمن قام بزيارة حسابك الشخصي ينتهك سياسة الخصوصية من “فيسبوك”، فإن هناك مجموعة من الأدوات والحيل التي تكشف لك بعض المعلومات عن متابعيك لجميع أنواع الحسابات في “فيسبوك”.
بعض الإحصاءات والتحليلات
رغم أن سياسات “فيسبوك” تمنع من تتبع أنشطة المستخدمين ومعرفة من قام بزيارة حساب من دون التفاعل معه، فإن هناك بعض الإحصاءات التي يمكن للمستخدمين الوصول إليها ومعرفة هذه التفاصيل بسهولة ومن داخل “فيسبوك”.
وربما تعد خاصية “القصص” هي المثال الأوضح وأسهل طريقة لمعرفة من قام بزيارة صفحتك ومتابعتك، فمن خلال هذه الخاصية، يمكنك معرفة من قام بمشاهدة القصص والتفاعل معها، وتجدر الإشارة إلى أن القصص وكل الإحصاءات المتعلقة بها تختفي تلقائيا بعد 24 ساعة.
وتوفر المنصة أيضًا مجموعة من الأدوات التحليلية لحسابات الأعمال والصفحات العامة، وهي الحسابات التي تستهدف الوصول إلى أكثر من مجرد قائمة الأصدقاء، ولكن توفر هذه الأدوات نظرة عامة على أداء الصفحات والحسابات المختلفة من ناحية الجمهور، وذلك لأغراض التسويق المختلفة.
تكشف أدوات التحليلات من “فيسبوك” عن تفاصيل عامة متعلقة بالجمهور، كنسبة الذكور للإناث ونوعية الجمهور الذي يتابع الصفحة والأوقات التي يتفاعل بها هذا الجمهور مع الصفحة، لذا لا يمكن استخدامها لمعرفة إن قام شخص بعينه بزيارة الصفحة أم لا، كما أنها لا تكشف عن التحليلات بشكل فوري، فعادة ما تستغرق عدة أسابيع للكشف عن النتائج والإحصاءات.
أدوات خارجية للوصول إلى الإحصاءات
إذا كنت تعمل في مجال التسويق الرقمي أو ترغب في متابعة أداء حساباتك العامة بشكل أكثر دقة، فإن هناك العديد من الأدوات الخارجية التي توفر لك هذه الخاصية وتقوم بعرض العديد من التفاصيل حول جمهور حسابك.
في مقدمة هذه التطبيقات يأتي “ويب تريندز” (WebTrends)، وهو تطبيق يعرض لك الكثير من التفاصيل المتعلقة بالجمهور الذي يتابعك مثل أوقات التفاعل وأماكن الإقامة ونوع الهاتف الذي يستخدمونه والصفحات التي يتفاعلون معها بشكل مكثف أيضًا، كما يمكنك استخدام أداة “غوغل أناليتك” (Google Analytics)، ورغم أنها أداة من “غوغل” مخصصة لمتابعة المواقع وأدائها في محركات البحث، فإنه عبر المهارات التقنية اللازمة، يمكنك ربط هذه الأداة مباشرة مع حساب “فيسبوك” والحصول على نتائج أكثر دقة من بقية الأدوات المنافسة.
لماذا تظهر تطبيقات اكتشاف من زار حسابك في “فيسبوك”؟
يدرك جميع المطورين أن “فيسبوك” تمنع تتبع زيارات الحساب الشخصي ونشاط المستخدم، ورغم هذا تظهر العديد من التطبيقات التي تدعي قدرتها على القيام بذلك، وفي بعض الأحيان تقدم نتائج قد تبدو واقعية لحد كبير.
ولكن هذه التطبيقات تعتمد على آلية لمعرفة من تفاعل مع حسابك الشخصي ثم تقديم قائمة وهمية لمن قام بزيارة حسابك، وعندما تجد أن بعض الأسماء المألوفة لك التي قامت بالتفاعل مع حسابك تظهر في هذه القائمة، فإنك تعتقد أنها قائمة حقيقية.
وهناك العديد من التطبيقات التي حاولت القيام بذلك، وربما كان أشهرها “بريك أب نوتيفاير” (Breakup Notifier) الذي ادعى قدرته على تنبيه المستخدمين عند تغير الحالة العاطفية لأصدقائهم، وفي 36 ساعة، تمكن التطبيق من جمع 700 ألف زيارة وأكثر من 3.6 ملايين مشترك.
وقبل أن يمر أسبوع، قام “فيسبوك” بإغلاق التطبيق ومقاضاة مطوريه، وذلك لأن التطبيق يخترق خصوصية المستخدمين وييسر عمل المتتبعين، وهو ما يعد جريمة في العديد من الدول حول العالم، ومع تطور خوارزميات “فيسبوك” وشروط الخصوصية التابعة له، أصبح ظهور مثل هذه التطبيقات أمرا مستبعدا.