ظهرت في الآونة الأخيرة مجموعة من الأخبار حول إطلاق “إكس بوكس” لمتجرها الخاص على هواتف “أندرويد”، وذلك في محاولة لتوفير بيئة أفضل لنشر الألعاب لمطوري الشركة وإيصال ألعابها وخدماتها بشكل أفضل للمستخدمين.

ورغم إعلان “مايكروسوفت” نيتها الكاملة لتطوير هذا التطبيق واستعدادها لإطلاق المتجر في أي لحظة على أنظمة “أندرويد”، إلا أن هذه الخطوة تعطلت قليلا بسبب مشاكل تنظيمية بين “غوغل” و”مايكروسوفت”.

ولكن لماذا اهتمت “مايكروسوفت” بإطلاق هذا المتجر بشكل سريع؟ ولماذا تحاول “غوغل” منعها من ذلك.

متجر خاص لمنصة “إكس بوكس”

تملك منصة “إكس بوكس” تطبيقا خاصا بها على هواتف “أندرويد”، ومن خلال هذا التطبيق يمكنك البحث عن الألعاب واستعراضها والتواصل مع أصدقائك وحتى بدء تحميل الألعاب في المنصة مباشرة من خلال الهاتف، كما يوفر التطبيق خاصية اللعب عن بعد عبر خاصية “اللعب السحابي من إكس بوكس” (Xbox Cloud Gaming).

ولكن يفتقر التطبيق إلى خاصية شراء الألعاب مباشرةً من داخله، وبينما تبرر “مايكروسوفت” هذا الأمر نظرا للقدرات التقنية للتطبيق وأن قدرة التطبيق لا تساعد على تشغيل الألعاب السحابية إلى جانب شراء الألعاب مباشرةً -وذلك بحسب موقع التطبيق الرسمي في “إكس بوكس”-، فإن الأسباب قد تكون أبعد من ذلك.

ويبدو أن هذه الأسباب اختفت عقب حكم المحكمة الأخير ضد “غوغل” الذي أجبرها على إتاحة متاجر التطبيقات والألعاب الخارجية داخل المنصة، وذلك حتى يصبح من الممكن شراء الألعاب مباشرةً من داخل التطبيق وتحميلها.

وتحدثت سارة بوند رئيسة قسم إكس بوكس عن هذا الأمر في تغريدة رسمية عبر حسابها على “إكس” مبشرةً مستخدمي “أندرويد” أن تطبيق “إكس بوكس” يتيح لهم شراء الألعاب ولعبها عبر هواتفهم في نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، ولكن بالطبع “غوغل” كان لها رأي آخر كما قلنا.

أسباب خفية وراء تباطؤ “مايكروسوفت” و”غوغل”

جاء حكم المحكمة التاريخي ضد “غوغل” في أغسطس/آب الماضي بأنها تحتكر عدة قطاعات وتمنع المنافسين من المنافسة فيهم، ومن ضمن هذه القطاعات كان قطاع محركات البحث والإعلان عبرها فضلا عن متاجر التطبيقات في “أندرويد”، لذا أمرت المحكمة بأن تتيح “غوغل” تثبيت المتاجر الخارجية في هواتف “أندرويد”.

وبناءً على هذا، سعت “مايكروسوفت” لإطلاق متجر “إكس بوكس” على “أندرويد”، ولكن “غوغل” في الوقت الحالي تحاول تعطيل هذه الجهود، والسبب وراء ذلك هو إمكانية ربح الأموال من العمليات التجارية التي تتم عبر متجر تطبيقاتها، فضلا عن النسبة التي تحصدها الشركة من المطورين الذين ينشرون ألعابهم داخل متجر “غوغل بلاي”.

وتنطبق هذه النسبة على “إكس بوكس” ومطوري الألعاب التابعين لها، فإن تمت عمليات شراء داخل متجر “إكس بوكس” في الوقت الحالي، فإن “غوغل” تقتطع نسبة من المبيعات لتكون عمولة لها، ولكن إن كان المتجر خارجيا وخاضعا لسيطرة شركة غير “غوغل” فإنها تخسر النسبة المقتطعة وهذا يؤذي سير أعمالها.

وتدعي “غوغل” أن “إكس بوكس” كانت قادرة على بيع الألعاب عبر تطبيقها منذ اليوم الأول لإطلاقه، ولكن بشروط متجر “غوغل بلاي”، وتشير إلى أنها لم تحاول إعاقة جهود الشركة في أي وقت من الأوقات ولكنها اختارت ألا تفعل ذلك، وأشار دان جاكسون المتحدث الرسمي باسم “غوغل” إلى أن “مايكروسوفت” و”إيبك” يسعيان لتحقيق أرباح إضافية من دون النظر إلى أمن المستخدمين والمنظومة المتكاملة التي تحاول “غوغل” تقديمها عبر هواتف “أندرويد” والخدمات المتعلقة بها.

هل يمكن تجربة ألعاب “إكس بوكس” عبر “أندرويد”؟

رغم أن سارة دان تحاول جاهدة الترويج لفكرة أن المتجر الجديد يتيح للمستخدمين الاستمتاع بألعاب “إكس بوكس” عبر هواتفهم، إلا أن هذا الأمر ليس جديدا أو حكرا على هواتف “أندرويد” بل هو متاح لجميع الأجهزة المحمولة سواءً كانت من “آبل” أو “أندرويد” أو حتى حواسيب “كروم بوك”، وذلك عبر خاصية اللعب السحابي في “إكس بوكس”.

وتتوفر هذه الخاصية لمشتركي “غيم باس” في الفئة الأعلى، وهي تسمح لهم ببث الألعاب عبر خوادم “مايكروسوفت” السحابية إلى الهواتف والتحكم في اللعبة من الهاتف، ولكن بالطبع يتم خفض جودة اللعبة لتتناسب مع الهاتف وسرعة الإنترنت المستخدمة.

ولا يعد اللعب السحابي ابتكارا حديثا أو حكرا على ألعاب “مايكروسوفت”؛ إذ تقدمه العديد من الشركات مثل “سوني” و”نفيديا” وغيرهم، ولكن هذا القطاع يواجه في المعتاد مجموعة من التحديات متمثلة في جودة الاتصال بالإنترنت واستقراره من أجل الوصول إلى تجربة لعب مثالية يمكن الاستمتاع بها.

لذا، لم ينتشر مفهوم اللعب السحابي بالشكل المناسب في السنوات الماضية، ولكن مع تطور تقنيات الاتصال اللاسلكي والخوادم السحابية فضلا عن استخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين مستوى الألعاب، أصبح من المتوقع أن يتطور اللعب السحابي بشكل يتناسب مع الألعاب الحديثة والتقنيات الخاصة بها.

ولكن يظل مفتاح النجاح الحقيقي في يد اللاعبين، وإن كان هؤلاء راغبين في الانتقال إلى تجربة اللعب السحابي أم ما زالت لا ترتقي لمستوى طموحهم.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © الإمارات اليوم. جميع حقوق النشر محفوظة.
Exit mobile version