زار إيلون ماسك مالك منصة إكس (تويتر سابقا) المتهم من قبل جهات إسرائيلية بالسماح بالرسائل المعادية للسامية على منصته للتواصل الاجتماعي إكس، موقع معسكر الموت في أوشفيتز بيركيناو أمس الاثنين، قائلاً هناك: “إن مأساة المحرقة تضربك أكثر بكثير في القلب عندما تراه شخصيا”، بحسب ما أوردته وكالة أسوشيتد برس.

وقام ماسك بجولة في معسكرات الإبادة الأكثر شهرة التي أنشأتها ألمانيا النازية خلال الحرب العالمية الثانية، قبل حضوره مؤتمرا عن معاداة السامية نظمته الجمعية اليهودية الأوروبية في مدينة كراكوف البولندية القريبة.

ووصف ماسك نفسه بأنه كان “ساذجا” بشأن مدى انتشار معاداة السامية حتى وقت قريب، قائلا إن ذلك يرجع إلى أن معظم أصدقائه يهود، ولهذا لم يكن يرى في محيطه أي أثر لمعاداة السامية.

وقال ماسك في المؤتمر في مناقشة مع مذيع ديلي واير بن شابيرو: “في الدوائر التي أتحرك فيها، لا أرى تقريبا أي معاداة للسامية”. وأضاف: “لا، لدي ما يقرب من ثلثي أصدقائي من اليهود، لدي ضعف عدد الأصدقاء اليهود مقارنة بأصدقائي غير اليهود، أنا يهودي من حيث الارتباط، وأنا يهودي من حيث الطموح”.

ودافع ماسك عن منصة إكس التي يمتلكها باعتبارها مكانا تزدهر فيه حرية التعبير، قائلا إن التبادل الحر للأفكار هو أمر يساعد في النهاية على تصحيح الكراهية، مشيرا إلى أن النازيين أغلقوا حرية الصحافة والمعلومات.

وقال: “إن الهدف الشامل لمنصة إكس هو أن تكون أفضل مصدر للحقيقة في العالم”، وأضاف “أن السعي الدؤوب وراء الحقيقة هو الهدف مع إكس والسماح للناس أن يقولوا ما يريدون قوله، حتى لو كان مثيرا للجدل، بشرط ألا يخالف القانون”.

وواجه الملياردير اتهامات من رابطة مكافحة التشهير -وهي منظمة حقوق مدنية يهودية بارزة- وآخرين بالتسامح مع رسائل معادية للسامية على المنصة المعروفة سابقا باسم تويتر، منذ شرائها في عام 2022.

وقد أثار الملياردير الأميركي ضجة في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي عندما نشر على إكس قوله “لقد قلتَ الحقيقة الفعلية”، ردا على منشور لمستخدِم على منصة إكس اتهم اليهود بكراهية البيض وإعلان عدم الاكتراث بمعاداة السامية، ولكن ماسك ما لبث أن اعتذر لاحقا عن التعليق واصفا ما قاله بأنه “أغبى” منشور قام به على الإطلاق.

وزار ماسك موقع أوشفيتز بيركيناو مع ابنه البالغ من العمر 3 سنوات وآخرين، بما في ذلك شابيرو ومؤسس ورئيس الجمعية اليهودية الأوروبية الحاخام مناحيم مارغولين.

وقال ماسك عن زيارة الموقع الذي يقع قرب بلدة أوشفيتشيم جنوب بولندا: “لقد كان الأمر مؤثرا للغاية ومحزنا ومأساويا للغاية أن يتمكن البشر من فعل هذا ببشر آخرين”، وأضاف: “أنا طالب تاريخ، لقد رأيت الصور، وشاهدت مقاطع الفيديو، ولكن الأمر يؤثر في قلبك أكثر عندما تراه شخصيا”.

وكان من المتوقع أن يقوم ماسك بالزيارة اليوم الثلاثاء ويشارك في حفل تأبين إلى جانب الشخصيات السياسية التي تحضر مؤتمر الجمعية اليهودية الأوروبية في كراكوف، لكنه ظهر في معسكر الموت النازي أمس الاثنين.

وقالت الجمعية اليهودية الأوروبية في رسالة بالبريد الإلكتروني: “وضَع ماسك إكليلا من الزهور على جدار الموت وشارك في مراسم تذكارية قصيرة وخدمة في نصب بيركيناو التذكاري”.

وأضافت: “بسبب مخاوف الجدول الزمني قبل وصول إيلون ماسك إلى مؤتمر الجمعية اليهودية الأوروبية، شارك في زيارة خاصة إلى أوشفيتز بيركيناو مع رئيس الجمعية اليهودية الأوروبية الحاخام مناحيم مارغولين، وبن شابيرو والناجي من المحرقة جيدون ليف”.

ولم تستجب منصة التواصل الاجتماعي إكس -التي اشتراها ماسك عندما كانت تعرف باسم تويتر- لطلب التعليق على رحلته، وأرسلت رسالة آلية تقول: “مشغول الآن، يرجى التحقق مرة أخرى لاحقا”. كما لم تستجب شركة سبايس إكس -شركة الصواريخ التابعة لماسك- لطلبات البريد الإلكتروني للتعليق.

وقال ماسك إنه لو كانت وسائل التواصل الاجتماعي موجودة في وقت الحرب العالمية الثانية، لكان من المستحيل إخفاء الهولوكوست، وكان من الممكن إنقاذ الأرواح.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © الإمارات اليوم. جميع حقوق النشر محفوظة.
Exit mobile version