بعد عامين من بدء الحرب واسعة النطاق التي قادها الروس في أوكرانيا، تظل مسألة المساعدات المالية والإنسانية والعسكرية محورية في نتيجة الصراع. وفي مقترح ميزانيتها لعام 2025، تخطط ألمانيا لخفض حجم المساعدات المقدمة إلى كييف إلى النصف، من 8 إلى 4 مليارات يورو. وهو قرار مهم، حيث أن برلين من بين المانحين الرئيسيين لكييف، بعد الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
ووفقاً لمعهد كيل الألماني، الذي ينشر كل شهر حجم المساعدات الموعودة والمقدمة لأوكرانيا منذ بداية الحرب، فقد انخفض عدد المانحين وتركزوا حول مجموعة أساسية من البلدان: الولايات المتحدة وألمانيا والدول الأخرى من شمال وشرق أوروبا، التي تعد بتقديم مساعدات مالية كبيرة وأسلحة متقدمة، بما في ذلك طائرات إف-16 ودبابات ليوبارد الألمانية. في المجمل، منذ فبراير 2022، تعهدت الدول التي تدعم كييف بما لا يقل عن 310 مليار يورو على المستوى العسكري أو المالي أو الإنساني.
استئناف المساعدات الأمريكية
وبعد تباطؤ الالتزامات المالية خلال الفترة من أغسطس 2023 إلى مارس 2024، تم إطلاق حزم المساعدات في أبريل، من قبل كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وبالأرقام المطلقة، كانت أغنى البلدان هي الأكثر سخاءً. والولايات المتحدة هي أكبر المانحين بفارق كبير، حيث أعلنت عن مساعدات تزيد قيمتها عن 98 مليار يورو، بما في ذلك 64.9 مليار يورو كمساعدات عسكرية. وأعلنت دول الاتحاد الأوروبي عن مساعدات ثنائية من كل دولة (80.81 مليار يورو) ومساعدة مشتركة من أموال الاتحاد الأوروبي (79.63 مليار يورو)، بإجمالي 160.44 مليار يورو.
الدنماركيون وبلطيق من بين المانحين السخيين
وعندما تتم مقارنة هذه المساهمات بالناتج المحلي الإجمالي لكل دولة مانحة، يتغير الترتيب. وتراجعت الولايات المتحدة إلى المركز السابع عشر (0.35% من ناتجها المحلي الإجمالي)، أي متأخرة كثيراً عن الدول المجاورة لأوكرانيا أو جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابقة. وتتصدر الدنمارك المساعدات مقارنة بالناتج المحلي الإجمالي بنسبة 1.83%، تليها إستونيا (1.66%) وليتوانيا (1.43%). وأكملت لاتفيا (1.35%) وفنلندا (0.88%) باقي المراكز الخمسة الأولى. وكانت دول البلطيق الثلاث، التي تشترك جميعها في الحدود مع روسيا أو حليفتها بيلاروسيا، من بين أكثر المانحين سخاءً منذ بداية الصراع.