وبات السؤال الذي يجيب عليه متخصصون لموقع “سكاي نيوز عربية” هل بات الطريق ممهدًا لتحول الدفاع الأوكراني إلى هجوم مضاد قوي؟
أنباء متضاربة
تباينت الأنباء الواردة من باخموت حول محاولات السيطرة وتحقيق النصر بين روسيا وأوكرانيا، لا سيما، مع إعلان كييف، استعادتها أجزاء من الأراضي المحيطة بالمدينة على الجانب الآخر، تتقدم قوات موسكو داخل باخموت وتسيطر على “حي في القسم الشمالي الغربي” من (أرتيوموفسك).
من جانبه يقول ألكسندر أرتاماتوف المحلل العسكري الروسي إن التقدم الذي حققته أوكرانيا في باخموت، مؤخرًا، يبدو طفيفًا وليس قويًا، ويعمل على إطالة أمد المعركة والذي يُعد هدف الغرب وواشنطن الأول.
وأضاف ألكسندر أرتاماتوف في تصريحات خاصة لموقع “سكاي نيوز عربية” أن الوضع في باخموت يبدو معقدًا وهناك انتقادات مستمرة من قائد قوات فاغنر، يفغيني بريغوجين، ضد وزارة الدفاع الروسية؛ بسبب عدم وصول الذخيرة إلى مقاتليه في باخموت.
وأوضح المحلل العسكري الروسي، عدة نقاط حول المعارك في باخموت والهجوم المضاد:
- الهجوم الأوكراني المضاد لن يكون شكليًا وسيسعى لاختراق جبهة القتال ضد روسيا.
- تقارير غربية تتحدث عن فرص ضعيفة لروسيا في تحقيق سيطرة كاملة في باخموت.
- الانقسامات في الخطط العسكرية حول باخموت بين فاغنر والجيش تسبب في تأخير الحسم.
دعم غربي جديد
وتسيطر القوات الروسية على حوالي 95 بالمئة من مساحة المدينة التي باتت تعاني من دمار واسع النطاق، ووسط دموية المعارك أعلنت ألمانيا، أنها تعد حزمة جديدة من الأسلحة لأوكرانيا بقيمة 2.7 مليار يورو، وهي الأكبر تخصصها برلين منذ بدء الحرب الروسية العام الماضي، بينما أعلنت باريس تقديم عشرات المركبات المدرعة والدبابات الخفيفة للجيش الأوكراني إلى جانب تدريب الجنود على استخدامها.
كما تواترت أنباء عن إدخال بريطانيا، صواريخ طويلة المدى (كروز) أو ستورم شادو يصل مداها إلى 300 كيلومتر تستطيع تهديد العمق الروسي، في ظل التجهيزات للهجوم الأوكراني المضاد.
بفضل تلك المساعدات الغربية بحسب تصريحات كييف، أنشأ الجيش الأوكراني والحرس الوطني ما لا يقل عن 16 لواءً جديدًا تضم حوالي 50 ألف مقاتل، كما تشير الانتكاسة الروسية في باخموت، التي جاءت في أعقاب تقارير مماثلة عن تقدم القوات الأوكرانية جنوبي المدينة، إلى حملة منسقة تقوم بها كييف لتطويق القوات الروسية.
على الجانب الأخر يرى لمايكولا بيليسكوف الزميل الباحث في المعهد الوطني الأوكراني للدراسات الاستراتيجية، أن هناك عددًا من النقاط تتمحور حول القتال القوي في باخموت والجبهة الشرقية بالكامل، منها:
- محاولة جديدة لاستنزاف الغرب لروسيا في معركة باتت طويلة للغاية ومكلفة عسكريًا للجميع.
- محاولات التقدم الأوكراني في باخموت تترجم رغبة أكيدة في استغلال الدعم الغربي السخي.
- معركة باخموت تضع القيادة العسكرية الروسية في ضغط ومأزق أمام الكرملين والرأي العام بموسكو.
ورغم الهجوم الأوكراني الأخير في الجبهة الشرقية، استبعد لمايكولا بيليسكوف، أن يتحول هذا الضغط إلى هجوم مضاد شامل في الوقت الحالي نظرًا لعدم اكتمال مهمات التدريب للقوات وعدة وصول الدعم الغربي الكافي لتحقيق نصر في تلك المعركة.
وخلال الساعات الماضية قال مؤسس قوات فاغنر، يفغيني بريغوجين، في منشور على تلغرام، إن رجاله تقدموا مسافة تصل إلى 550 مترا في بعض الاتجاهات، السبت، وأنهم سيطروا على مساحة أراض إجمالية في مدينة أرتيوموفسك (باخموت) وصلت إلى 216 ألف متر مربع.
وأضاف بريغوجين أن القوات الأوكرانية تسيطر على أقل من 1.75 كيلومتر مربع من المدينة.