وأثّر الضباب على أكثر من 20 مقاطعة تمتد على مسافة تقارب 400 ميل، إذ يتشكل هذا النوع من الضباب عندما تبرد الأرض بسرعة بعد غروب الشمس، ما يؤدي إلى تكاثف الرطوبة قرب سطح الأرض وتشكّل طبقة كثيفة تحدّ من الرؤية.
وقال جيرالد ديبيرالتا، من مدينة تريسي، في حديث لصحيفة ديلي ميل، إن أفراد عائلته يعانون منذ نحو أسبوع من السعال واحتقان الصدر.
وأضاف: “نُبقي أجهزة الاستنشاق الخاصة بالأطفال قريبة منا، ونحاول إبقاءهم داخل المنزل قدر الإمكان”.
تحذيرات صحية
ورغم هذه الشكاوى، شدّد خبراء الصحة على أن الضباب بحد ذاته لا يسبب المرض، مرجّحين أن تكون عوامل بيئية أو موسمية أخرى وراء هذه الأعراض.
وأوضح مختصون أن فترات الضباب الكثيف تترافق غالباً مع ما يُعرف بـ”الانقلاب الحراري”، حيث تُحتجز عوادم السيارات والملوثات الصناعية قرب سطح الأرض، ما قد يؤدي إلى تدهور جودة الهواء وزيادة تهيّج الجهاز التنفسي، خصوصاً لدى المصابين بالربو أو أمراض الرئة.
ويؤكد خبراء الأرصاد أن “ضباب الإشعاع” ظاهرة موسمية معروفة في وادي كاليفورنيا المركزي خلال الخريف والشتاء، ولا علاقة لها بأي إشعاع نووي، لكنها تشكّل خطراً كبيراً على السائقين بسبب تدني الرؤية بشكل حاد.
مخاطر مرورية وسوابق خطيرة
وشهدت المنطقة خلال السنوات الماضية حوادث مرورية جماعية خطيرة بسبب هذا النوع من الضباب، أبرزها حادث تصادم شمل 108 مركبات عام 2007 وأودى بحياة شخصين، إضافة إلى حادث آخر مطلع العام الجاري أسفر عن مقتل شخصين وإصابة تسعة آخرين.
لغز الرواسب البيضاء
وأثار ظهور بقايا بيضاء على سيارات بعض السكان تساؤلات إضافية، إذ أكد خبراء أن الضباب الطبيعي يتكون من قطرات ماء نقية ولا يخلّف رواسب.
ويرجّح مختصون أن تكون هذه المواد ناتجة عن غبار أو ملوثات أو جزيئات كيميائية عالقة في الهواء، قد تكون وراء بعض الأعراض الصحية المبلغ عنها.
تلوث محبوس وتأثيرات صحية
ويعمل الضباب، بحسب الخبراء، كغطاء يحبس الملوثات مثل عوادم السيارات ودخان المواقد والغبار، ما يؤدي إلى تراكم جزيئات دقيقة تُعرف بـPM2.5، القادرة على التغلغل في الرئتين وحتى مجرى الدم.
وتشير تقارير صحية إلى أن المستشفيات تشهد عادة زيادة في زيارات الطوارئ بسبب مشاكل تنفسية وقلبية خلال أيام الضباب الشتوية الملوّثة، خصوصاً بين الأطفال وكبار السن.
من جهتها، حذّرت منظمة الصحة العالمية من أن تلوث الهواء المحبوس يُعد من أبرز أسباب الوفيات المبكرة عالمياً.
هل من نهاية قريبة؟
ويتوقع خبراء الأرصاد أن يحتاج انقشاع الضباب إلى نظام جوي قوي قادر على خلط طبقات الهواء ورفع درجات الحرارة في الطبقات السفلى.
ورغم توقع وصول نظام جوي منتصف ديسمبر، لا يزال من غير المؤكد ما إذا كان سيكون كافياً لإنهاء هذه الظاهرة المستمرة.
وفي المقابل، أظهرت دراسة لجامعة كاليفورنيا – بيركلي أن تشديد معايير جودة الهواء خلال العقود الماضية أسهم في تقليص عدد أيام الضباب الكثيف مقارنة بما كان عليه قبل 30 أو 40 عاماً، رغم استمرار تركزه بشكل أكبر في المناطق الأكثر تلوثاً جنوب الوادي.

