وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أعلن استعداد بلاده لدعم جهود التهدئة في سوريا ومكافحة الإرهاب، مؤكدًا أن إيران تسعى لتطبيع علاقاتها مع الغرب، خاصة فيما يتعلق بالملف النووي.

رادار“، ناقش أبعاد هذا الانفتاح الإيراني، واحتمالات تحقيق استقرار إقليمي حقيقي.

لغة مزدوجة.. التصريحات الحكومية والحرس الثوري

افتتح أستاذ العلوم السياسية في جامعة طهران، حسين رويوران، النقاش بالإشارة إلى أن الخطاب الإيراني شهد تغيرًا في الفترة الأخيرة، مع محاولة التنسيق لإيجاد حلول مشتركة للتحديات الإقليمية مثل الإرهاب في سوريا.

ومع ذلك، أشار رويوران، إلى أن التصريحات الصادرة عن الحكومة تختلف عن مواقف الحرس الثوري الإيراني، الذي لا يزال يتبنى لهجة أكثر تصعيدًا، مما يثير تساؤلات حول جدية إيران في تنفيذ هذه السياسات الانفتاحية.

سوريا كبوابة للحوار الإقليمي

ناقش المشاركون الدور المحوري الذي تلعبه سوريا في السياسة الإقليمية لإيران.

وأوضح رويوران، أن الانفتاح الإيراني الحالي يركز على تحويل الملف السوري إلى فرصة للتعاون مع القوى الإقليمية، من خلال محاربة التنظيمات الإرهابية وإعادة الإعمار.

من جهته، أكد الكاتب والباحث السياسي، مبارك آل عاتي، أن إيران تسعى للاستفادة من التحولات السياسية في المنطقة، لكنه شكك في قدرة طهران على تغيير نهجها التقليدي باستخدام الميليشيات لتعزيز نفوذها الإقليمي.

الملف النووي.. عودة إلى طاولة المفاوضات؟

تناول المستشار السابق في وزارة الخارجية الأميركية أندرو تابلر، الجهود الإيرانية للعودة إلى المفاوضات النووية، مشيرًا إلى أن طهران تحاول تخفيف الضغوط الدولية واستغلال التحولات السياسية في واشنطن لتحقيق مكاسب على طاولة المفاوضات.

وأوضح أن الإدارة الأميركية المقبلة بقيادة ترامب قد تتبنى موقفًا أكثر صرامة تجاه إيران، ما يجعل الانفتاح الإيراني الحالي خطوة استباقية لتجنب ضغوط مستقبلية أكبر.

الخليج وإيران.. تحسين العلاقات أم مرحلة تكتيكية؟

تحدث آل عاتي عن تحسن العلاقات بين إيران ودول الخليج، مشيرًا إلى أن المحادثات بين الرياض وطهران برعاية صينية قد أسفرت عن خطوات إيجابية.

ومع ذلك، أكد آل عاتي أن دول الخليج تتوقع من إيران اتخاذ خطوات جادة لتغيير سلوكها، بما في ذلك وقف دعم الميليشيات والتدخل في شؤون الدول العربية.

 التحديات الدولية والإقليمية

ناقش المشاركون العقبات التي تواجه إيران في تحقيق أهدافها الدبلوماسية.

وأكد تابلر أن وجود الميليشيات الموالية لإيران في سوريا ولبنان يمثل عائقًا كبيرًا أمام تحسين علاقاتها مع الغرب.

وأشار رويوران إلى أن إيران مستعدة للتعاون مع دول المنطقة إذا تمت إدارة الحوار بشكل متوازن دون إملاءات خارجية.

سوريا.. فرصة لإعادة رسم الدور الإيراني

اختتم آل عاتي النقاش بالتأكيد على أن سوريا تمثل اختبارًا حقيقيًا للنوايا الإيرانية. فإذا تمكنت طهران من تقديم حلول سياسية وعسكرية تعزز الاستقرار، فقد تتمكن من تحسين صورتها دوليًا وإقليميًا.

وسط الدعوات الإيرانية للتهدئة والانفتاح، يبقى التساؤل:

هل تستطيع إيران الانتقال من سياسة التصعيد إلى دبلوماسية بناءة أم أن التحديات الإقليمية والدولية ستبقي هذه الجهود مجرد محاولة تكتيكية لتخفيف الضغوط؟

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © الإمارات اليوم. جميع حقوق النشر محفوظة.
Exit mobile version