وذكرت المصادر أن هذه الوقائع، التي قد يمثل بعضها انتهاكا للقانون الإنساني الدولي، تم تسجيلها منذ السابع من أكتوبر 2023 عندما اندلعت حرب غزة.

ويجري جمع المعلومات الخاصة بالوقائع بالاستعانة بما يعرف باسم “دليل الاستجابة لحوادث الإضرار بالمدنيين” الصادر عن وزارة الخارجية، وهو آلية رسمية لتتبع وتقييم أي إساءة استخدام للأسلحة أميركية المنشأ.

وجمع مسؤولون في وزارة الخارجية معلومات الحوادث من مصادر عامة وغير عامة، بما في ذلك التقارير الإعلامية وجماعات المجتمع المدني واتصالات مع حكومات أجنبية.

وورد في مذكرة داخلية بوزارة الخارجية اطلعت عليها “رويترز”، أن الآلية وضعت في أغسطس 2023 لتطبق على جميع الدول التي تتلقى أسلحة أميركية، وتتضمن 3 مراحل هي تحليل الحادث ثم تقييم أثره على السياسات ثم تنسيق تحرك الوزارة، علما أن المذكرة تحمل تاريخ ديسمبر التالي.

وقال مسؤول أميركي سابق مطلع على الأمر إنه لم تصل بعد أي واحدة من القضايا المتعلقة بغزة إلى المرحلة الثالثة من الإجراءات.

وأضاف أن “الخيارات ربما تتراوح بين العمل مع الحكومة الإسرائيلية للمساعدة في تقليل الضرر، أو تعليق التراخيص الحالية لتصدير الأسلحة، أو حجب الموافقات المستقبلية”.

وكانت صحيفة “واشنطن بوست” أول من أورد تقارير عن وقوع ما يقرب من 500 حادثة.

وأحجمت وزارة الخارجية عن التعليق على هذه المسألة، و قال فيدانت باتيل نائب المتحدث باسم الوزارة في أغسطس إن واشنطن تراجع “عن كثب” التقارير التي تتحدث عن انتهاكات للقانون الدولي، وإنها أدرجت العملية المتعلقة بإلحاق الضرر بالمدنيين كواحدة من السياسات الموضوعة تحت تصرفها.

وتقول إدارة الرئيس جو بايدن منذ فترة طويلة إنها لم تقيّم حتى الآن بشكل قاطع حادثة انتهكت فيها إسرائيل القانون الدولي الإنساني خلال عمليتها في غزة.

وقال جون رامينغ تشابيل المستشار القانوني في مركز “المدنيين في الصراعات”، إن إدارة بايدن “كانت تحيل الأمر باستمرار إلى السلطات الإسرائيلية وترفض إجراء تحقيقاتها الخاصة”.

وأضاف: “لم تبذل الحكومة الأميركية جهدا كافيا للتحقيق في كيفية استخدام الجيش الإسرائيلي الأسلحة المصنعة في الولايات المتحدة، التي يدفع ثمنها دافعو الضرائب الأميركيون”.

وقال مسؤول أميركي آخر لـ”رويترز” إن السفارة الأميركية في القدس أثارت عددا من الحوادث مع إسرائيل بموجب الدليل.

وذكر المسؤول، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن الإجراءات لا تتناول فحسب الانتهاكات المحتملة للقانون الدولي، وإنما أي حادث يقتل أويصاب فيه مدنيون ويتم فيه استخدام أسلحة أميركية.

وتتناول الإجراءات أيضا ما إذا كان من الممكن تجنب ذلك أو الحد منه.

وأضاف المسؤول أن مراجعة حادث ما يمكن أن تؤدي إلى إصدار توصية بأن إحدى وحدات الجيش الإسرائيلي بحاجة إلى مزيد من التدريب أو إلى عتاد مختلف، علاوة على تبعات أخرى أشد قد تترتب على المراجعة.

ويتعرض سلوك الجيش الإسرائيلي لتدقيق متزايد، مع إعلان السلطات الصحية في غزة إن القوات الإسرائيلية قتلت أكثر من 43 ألف فلسطيني في القطاع، منذ أكتوبر 2023.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © الإمارات اليوم. جميع حقوق النشر محفوظة.
Exit mobile version